مقاصد الشريعة في وسطية الإسلام وتطبيقاتها في العصر الحديث


 

المقدّمة:

إن ممّا تميّز به الإسلام عن سائر الملل والنحل وسطيته واعتداله, لا إفراط فيه ولا تفريط. فهذه الميزة ظاهرة وجليّة في جميع شؤون هذا الدين الحنيف, عقيدة وعبادة ومعاملة وأخلاقا. بل إن الله تعالى الشارع لهذا الدين قد وصف الأمة الإسلامية بأمة وسط. وكفانا هذا الوصف من الله تبارك وتعالى لهذه الأمة. قال القرضاوي: و"الوسطية" إحدى الخصائص العامة للإسلام, وهي إحدى المعالم الأساسية التي ميز الله بها أمته عن غيرها (وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس).

لكن بمرور الزمان وتطوّر الفكر الإنساني, حدث ما حدث تبعا لتعرّض بعض المسلمين بالأفكار الخارجية إلى أن وصل الأمر إلى الميل عن المنهج الإسلامي السوي. فالتاريخ حكى لنا ما وصل إليه الخوارج والمعتزلة والباطنية والفلاسفة من المسلمين وغيرهم من الفرق المنتسبة إلى الإسلام. فبعض هذه الأفكار, وإن كانت رموزها وقادتها قد بلعتهم الأزمان, إلا أن الجذور التي غرستها لا تزال موجودة إلى يومنا هذا ونبتت من جديد وإن كانت بلباس التقدّم والتطوّر الفكري والعصري.

ولمّا كانت المبادئ التي بنيت عليها أحكام الشريعة في غاية من العدل والوسط, فكان من البديهي أن يكون التطبيق ملائما مع المبادئ العامة التي خطّتها الشريعة الإسلامية الغرّاء حتى يكون هنالك توازن بينهما. قال الشاطبي: فالشريعة جارية في التكليف بمقتضاها على الطريق الوسط الأعدل, الآخذ من الطرفين بقسط لا ميل فيه, الداخل تحت كسب العبد من غير مشقة عليه ولا انحلال, بل هو تكليف جار على موازنة تقتضي في جميع المكلّفين غاية الاعتدال.

وقال القرضاوي: (والإسلام منهج وسط في كل شيئ: في التصور والإعتقاد, والتعبد والتنسك, والأخلاق والسلوك, والمعاملة والتشريع. وهذا المنهج هو الذي سماه الله "الصراط المستقيم" وهو منهج متميز عن طرف أصحاب الديانات والفلسفات الأخرى من "المغضوب عليهم" ومن "الضآلين" الذي لا تخلوا مناهجهم من غلوّ أو تفريط). هذا هو الدين الذي جاء به رسولنا الكريم -صلوات الله وسلامه عليه-, وهذه هي الشريعة التي دعا إليها وأمر أصحابه بالدعوة إليها بل وجاهد معهم في سبيل نصرتها وتعزيزها.

وإذا كان الإسلام يعتمد على اليسر والاعتدال ويعدّ الاعتدال أصلا في جميع الشؤون, فإنه يبغض المغالاة, لأنها ضرب من الإسراف وتجاوز حدّ الاعتدال. ولا يكون إسراف في جانب إلا بنقص في جانب آخر, ولا تقع مغالاة في شأن إلا قابلها تهاون في سواه, وهذا اضطراب واختلال لا يرضاها الإسلام, لأن الحياة الصحيحة المتكاملة لا تستقيم معه.

وعلى هذا الأساس جعل الإسلام الوسطية مقصدا من مقاصد تشريعه العامة, لأنها دالة على الكمال, ولم تكن مجرّد سمة ظاهرة لا محل من الإعراب –كما يقال-. قال الدهلوي: "وأيضا فمن المقاصد الجليلة في التشريع أن يسد باب التعمّق في الدين لئلا يعضوا عليها بنواجذهم, فيأتي من بعدهم قوم, فيظنوا أنها من الطاعات السماوية المفروضة عليهم, ثم تأتي طبقة أخرى, فيصير الظن عندهم يقينا, والمحتمل مطمأنّا به, فيظل الدين محرّفا." وقال ابن عاشور: "فالتوسط بين طرفي الإفراط والتفريط هو منبع الكمالات".

وكما سبقت الإشارة إليه بأن الغلوّ والإفراط في الدين ظاهرة أصيب بها أتباع الأديان السابقة, وكانت سبب هلاكهم ودمارهم, وهي من علل التديّن التي قصّها الله علينا ليحذرنا منها, فلا نقع بما وقع به غيرنا من الغلو والتطرف والتحريف والتأويل الفاسد والتدين المغشوش. فكان نبيّنا الكريم -صلوات الله وسلامه عليه- يربّي الصحابة على التوسط والإعتدال, ويقول: (فسدّدوا وقاربوا). قال الدهلوي: قوله -صلى الله عليه وسلم- "فسدّدوا" يعني خذوا طريقة السداد, وهي التوسط الذي يمكن مراعاته والمواظبة عليه, "وقاربوا" يعني لا تظنوا أنكم بُعَداَء لاتصلون إلا بالأعمال الشاقة.    

ومن المؤسف له, أن بعض المسلمين وقع فيما وقع فيه أتباع الأديان السابقة إمّا عن قصد وغير قصد, يحسبون بذلك أنهم يحسنون صنعا. وهذا ما رأيناه بأعيننا وسمعناه بآذاننا وأحسسناه بشعورنا وواعيناه بضمائرنا وقلوبنا. مع أن النبي الكريم -صلى الله عليه وسلّم- صرّح وألمح في بعض أحاديثه عازما على أمته أن يقتصدوا في العمل, وألا يجاوزوا إلى حد يفضي إلى ملال واشتباه في الدين أو إهمال الإرتفاقات. قال نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم-: (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه).

فقد حدث في الآونة الأخيرة بعض مظاهر التعمّق في التديّن والتشدّد في ما لا ينبغي أن يتشدّد فيه من جانب, والجفاء والتفريط من جانب آخر. ومن المؤسف له أن هذه الظاهرة تتستر أحيانا باسم الدين والشريعة بل وباسم الله العليم الحكيم, مع أن الشريعة الحنيفية السمحة بريئة منها وأنها لا تمتّ إليها بصلة.

ولهذه المظاهر أسباب ودوافع داخلية و خارجية لا بد من فحصها ودراسة النتائج التي تولّدت بسببها, و بيان علاجها وتقديم الحلول الناجعة لها في أسرع وقت, بكل السبل وكافة الطرق حتى لا تكون سُمًّا مميتا في جسم الأمة الإسلامية. قال ابن تيمية: وقد تقدم أن دين الله وسط بين الغالي فيه والجافي عنه, والله تعالى ما أمر عباده إلا اعترض الشيطان فيه بأمرين لا يبالي بأيهما ظفر: إمّا إفراط فيه, وإمّا تفريط فيه.

فهذا الكلام من هذا الإمام يدلّنا على أن قضية الإفراط والتفريط هي نوع من مكائد الشيطان ليضلّ بهما الناس عن طريق الله المستقيم. يؤكّد هذا ما قاله الله تعالى في كتابه الكريم (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله, ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون). وزاد ابن عاشور بأن هذه الظاهرة نوع من اتباع الهوى. قال رحمه الله: فقد اتفقوا (أي أساطين الحكماء) على أن قوام الصفات الفاضلة هو الاعتدال, أي التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط, لأن ذينك الطرفين يدعو إليهما الهوى الذي حذرنا الله منه في مواضع كثيرة.

من هذه الظاهرة المائلة عن الوسطية ما تتعلّق بصميم العقيدة النقية الصحيحة, فقد تلوّثها بعض المغرورين بأنواع من الأمور الغريبة عن الإسلام الصحيح. فذهب بعضهم إلى تقديم العقل على النص في فهم نصوص الشريعة حتى وإن كانت متعلقة بالغيبيات, وأدرجوا فيه أمورا منطقية فلسفية ممّا يجعل بعض الشباب المسلمين مغترّين بآرائهم الفاسدة. ومن ناحية أخرى ذهب بعض الناس إلى إهمال العقل والتفكير ودخلوا في عالم ليس بواقع, وخرجوا من الحياة الدنيوية إلى الخيالات والأوهام زاعمين أن هذه الحياة لا تنفعهم في الدنيا والآخرة. فمن الأول هم المتفلسفون ومن الثاني هم بعض أصحاب الطرق الصوفية.

والثالث منهم من يتنطّع في التدين بغير علم وبصيرة بل وبغير أدنى حياء للخالق ورحمة للخلق, وفعلوا ما فعلوه من ترويع للأمن وإثارة الفتن بين المجتمع المسلم بل وقتلوا الأبرياء منهم عن قصد وغير قصد زاعمين أنه من الجهاد في سبيل الله تعالى. والرابع منهم من فرّط وقصّر في التديّن, فلا يبالون بالواجبات التي أمر الله تعالى بإقامتها, وأسرفوا على أنفسهم في المتاهات الدنيوية الزائلة ووقعوا فيما حرّمه الله تعالى من شرب المسكرات وتعاطي المخدّرات وغيرها من المحرّمات, كأنّهم لا يعرفون من هذه الحياة إلا التمتّع والإستمتاع.

هذا بالإضافة إلى ما أحدثه الشيعة وابتدعوه في عصرنا الحاضر من الأمور الغريبة التي لا تصدّقها العقول السليمة فضلا عن أن تبرّرها النصوص الشرعية. مع أن الأدلة الشرعية من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في النهي عن الغلو والإفراط والجفاء والتفريط على حدّ سواء, طافحة جمّة.

فكل هؤلاء مرضهم واحد, والعلاج الذي يحتاجون إليه واحد أيضا. فالمرض الذي أصابهم هو عدم معرفتهم أو قصور فهمهم بوسطية الإسلام وشريعته, وهذا الداء جعلهم ينظرون إلى الإسلام وشريعته بنظرة غير سديدة بل وخطيرة. وأمّا العلاج الذي يحتاجون إليه فهو العلم والمعرفة بأن الإسلام دين حنيف, تبنى مبادؤه ومعالمه وأحكامه على الوسط الأعدل لا إفراط فيه ولا تفريط, وأن شريعته تفوق الشرائع والقوانين الأرضية و البشرية كلها, قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا). فهذه الشهادة التي تحدّث الله تعالى عنها في هذه الآية لا بدّ أن تتمّ وتظهر, علمها من علمها وجهلها من جهلها, شاء من شاء وأبى من أبى.

وهنا لا بدّ من التنبيه عليه بأن بعض الناس المغترّين بما في الحضارة الغربية يطلق الوسطية بأنها وسطية بين ما يوافق الشرع وبين ما يخالفه. وهذا في الحقيقة تلبيس وخلط الحق بالباطل. فالإسلام لا يقرّ مبدأ التوافق بين الحقّ والباطل أيّا كان الغرض والهدف, فالغاية لا تبرّر الوسيلة كما قرّرها العلماء. فما أحسن ما قاله الغزالي فيمن يعصي الله تعالى وهو صائم: (إنه كمن يبني قصرا ويهدم مصرا).


 

نماذج من مقاصد الشريعة في وسطية الإسلام:

فكما هو معلوم لدينا أن كلّ ما قرّره الإسلام من الأحكام والمبادئ لا تنفكّ عن مقصد من المقاصد, ولا تخلو عن حكمة من الحكم, قد يعلمها الإنسان وقد لا يعلمها, لاسيما في مبدأ الوسطية التي سيدور الحديث عنها في هذا البحث المتواضع. وعلى هذا بوّب ابن عاشور بابا خاصا في كتابه "مقاصد الشريعة الإسلامية", سمّاه: السماحة أول أوصاف الشريعة وأكبر مقاصدها. وعرّف السماحة بقوله: السماحة سهولة المعاملة في اعتدال, فهي وسط بين التضييق والتساهل, وهي راجعة إلى معنى الاعتدال والعدل والتوسط. وقال في موضع آخر: واستقراء الشريعة دلّ على أن السماحة واليسر من مقاصد الدين.

فمن مقاصد التشريع الإسلامي في وسطية الإسلام, شريعة الرخص عند الأعذار. قال الدهلوي: ولما كان من تمام التشريع – أن يبين لهم الرخص عند الأعذار, ليأتي المكلفون من الطاعة بما يستطيعون, ويكون قدر ذلك مفوضا إلى الشارع, ليراعي فيه التوسط, لا إليهم, فيُفرِطوا, أو يفرِّطوا- اعتنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بضبط الرخص والأعذار.

هذا هوالإسلام, وهذه هي شريعته السمحة. فإن الإنسان إذا ما تُرك بنفسه في تقدير الرخص عند العذر لفعل ما فعل من غير ضابط ولا رابط, واضطربت الأمور, واختلت المصالح المرجوة بسببها. فكلّ يرى بعين رأسه وعقله وفكره. فضبط الرخص والأعذار من النبي -صلى الله عليه وسلم- هو نوع من وسطية الشريعة اللاصقة بمقاصدها ومراميها. فهي حكمة الله البالغة لهذه الأمة الإسلامية.

ومقاصد التشريع في وسطية الإسلام نجدها أيضا في شريعة الصوم, قال الدهلوي: واعلم أن من المقاصد المهمة في باب الصوم سدّ ذرائع التعمّق, وردّ ما أحدثه فيه المتعمّقون, فإن هذه الطاعة كانت شائعة في اليهود والنصارى ومتحنّثي العرب, ولمّا رأوا أن أصل الصوم هو قهر النفس تعمّقوا, وابتدعوا أشياء فيها زيادة القهر, وفي ذلك تحريف دين الله, وهي إمّا بزيادة الكمّ أو الكيف.

ومثال آخر ردّ النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- على من نذر أن يصوم قائما في الشمس, فأمر بإتمام صومه ونهاه عن القيام في الشمس, وقال "هلك المتنطعون ثلاثا". قال النووي في شرحه: أي المتعمّقون الغالون المجاوزون الحدود في أقوالهم وأفعالهم. فهذا الرجل كان ينذر ولكن مع ذلك نهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تنفيذ ما نذر. وذلك لأن الله تعالى لم يضع تعذيب النفوس أو الجوارح سببا للتقرب إليه والتذلّل له. هذا هو نهج الرسول -صلى الله عليه وسلّم- واتبع سبيله من بعده الخلفاء الأربعة الراشدون والسلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين. فأين هذا من هؤلاء المتنطعين والمتعمّقين في التديّن؟.

وبما أن التكاليف بالمشاق في الشريعة لا يقصد بها الإعنات, فكيف يتجرّأ بعض الناس إعنات أنفسهم وغيرهم باسم الدين والتديّن الصحيح بل وباسم الله العليّ الحكيم؟ يقول الأستاذ فتحي رضوان في معرض حديثه عن قوله تعالى (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها): فالتكاليف التي تفرض على الناس, لا يقصد بها قصم ظهورهم, ولا تسجيل العجز عليهم ولا إرهاقهم, حتى يصبح الدين إمتحانا, والعقيدة مصابا. وإنما قصد بها إسعادهم, وتثبيت أقدامهم على طريق الخير, والأخذ بأيديهم في طريق التقدّم والتطوّر, وتحبيب الفضائل, وتقبيح الرذائل لديهم.

فما أحدثه بعض المسلمين اليوم من الأمور الغريبة التي لاتمت إلى الدين بصلة فهي نوع من التعمّق في التدين والتنطع فيه, وهو مخالف لما قرّره الشرع الحكيم من التوسط والاعتدال في العقيدة والعبادة وغيرهما.

فهذه الأزمات الفكرية والعقدية والعملية السابقة ذكرها والتي سبّبت الكثير والكثير من المشاكل وسط المجتمع عموما وفي الأوساط العلمية خصوصا, لا بد من حسمها وعلاجها بالفكر والوعي النابعين من كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-. فهذان المصدران الصافيان هما اللذان جعلا سلفنا الصالح في أرقى الأمم وأعلاها, فلا يمكن أن يكونا سببين في تخلّف المسلمين, إذ لا يجوز السبب الواحد ينتج الحالين المتعارضين. صدق الإمام مالك إذ يقول: لن يصلح أمر هذه الأمة إلا بما صلح بها أولها.

لهذا كله سيحاول هذا البحث كشف الأسباب والدوافع المؤدّية إلى بعض هذه الظواهر المائلة عن الوسطية ومعالجتها على ضوء مقاصد الشريعة في وسطية الإسلام. كما سيحاول أيضا تطبيق هذا المقصد العظيم في العصر الحديث.


 

حدود البحث:

سيكون هذا البحث محدودا في قضية تطبيق وسطية الإسلام على ضوء مقاصد الشريعة في عصرنا الحاضر, معتمدا على الكتب الأصولية والدراسات الإسلامية التي تتعرّض لقضية الوسطية وغيرها من المراجع العلمية.


 

أهداف البحث:

  • معرفة مقاصد الشريعة في وسطية الإسلام
  • معرفة الأسباب المؤدية إلى التعمق والتنطع في التديّن خاصة في عصرنا الحاضر
  • تقديم الحلول التي رسمتها الشريعة الغرّاء في علاج هذا الداء


     

منهج البحث:

للقيام بهذه الدراسة, سيخطو الباحث دراسة مكتبية, وذلك بجمع المعلومات والمعارف المتعلقة بهذا الموضوع المهمّ معتمدا على الكتب الأصولية المعتمدة التي ألّفها العلماء القدامى وهي الأساس, أمثال كتاب "الموافقات في أصول الشريعة" للإمام الشاطبي, وكتاب "القواعد الكبرى" للإمام العز بن عبد السلام, وكتاب "حجة الله البالغة" للعلامة الدهلوي وغيرها. كما سيحاول الباحث الرجوع إلى الدراسات المقاصدية التي كتبها العلماء والباحثون المعاصرون أمثال كتاب "مقاصد الشريعة الإسلامية" لابن عاشور, وكتاب "نظرية المقاصد عند الإمام الشاطبي" للدكتور أحمد الريسوني وغيرهما. هذا بالإضافة إلى الدراسات الإسلامية المهتمّة بالموضوع.

وعلى هذا فإن الباحث سيحاول استقراء النصوص اللاصقة بالموضوع وتحليلها على ضوء المنهج العلمي النزيه إن شاء الله تعالى.


 

الدراسات السابقة:

إن كلّ كتاب تعرّض فيه باحثوه لموضوع خصائص الشريعة وما يتعلق بها, يكاد لا يخلو عن الكلام عن وسطية الشريعة واعتدالها ضمن مبحث مبدأ رفع الحرج والتيسير في الشريعة, إلا أن البحث عن الوسطية على ضوء مقاصد الشريعة لازالت نادرة وخاصة في علاقتها بحياتنا المعاصرة.


 

محتويات البحث:

يقسّم الباحث هذا البحث إلى أربعة فصول, وكلّ فصل يحتوي مطالب ومباحث:

الفصل الأول: التعريف بمقاصد الشريعة, وفيه أربعة مطالب:

  • المطلب الأول: تعريف المقاصد لغة واصطلاحا مع ذكر أقوال العلماء فيه
  • المطلب الثاني: ذكر الأدلة على اهتمام الشريعة بالمقاصد وأقوال العلماء فيها مع التحليل
  • المطلب الثالث: التعريف بالمقاصد العامة للتشريع مع التحليل
  • المطلب الرابع: تحقيق القول بأن الوسطية من مقاصد التشريع العامة

الفصل الثاني: مفهوم وسطية الإسلام, وفيه سبعة مطالب:

  • المطلب الأول: تعريف الوسطية لغة واصطلاحا
  • المطلب الثاني: ذكر العلاقة بين مبدأ الوسطية وبعض القواعد الفقهية
  • المطلب الثالث: سرد الأدلة القاطعة على وسطية الإسلام وشريعته وأقوال العلماء فيها مع التحليل
  • المطلب الرابع: الصلة الوطيدة بين وسطية الإسلام وشريعته وبين مقاصد الشريعة العامة والخاصة
  • المطلب الخامس: سمات بارزة في وسطية الإسلام
  • المطلب السادس: تميّز الإسلام بالوسطية مع ذكر بعض نماذجها, وفيه:
  1. وسطية الإسلام بين الأديان والملل
  2. وسطية شريعة الإسلام بين الشرائع والقوانين الأرضية
  3. وسطيتها بين التيارات الفكرية المعاصرة (العلمانية والشيوعية والرأسمالية نموذجا)
  • المطلب السابع: مقاصد الشريعة في وسطية الإسلام, وتحته نماذج:
  1. في العقيدة
  2. في العبادة
  3. في المعاملة
  4. في الأخلاق
  5. في التفكير

الفصل الثالث: تطبيق مبدأ الوسطية والاعتدال في الإسلام, وفيه خمسة مطالب:

  • المطلب الأول: التعريف بالإفراط والتفريط وما في معناهما
  • المطلب الثاني: كشف بعض الأسباب والدوافع المؤدية إلى الإفراط والتفريط
  • المطلب الثالث: ذكر بعض مظاهر الإفراط والتفريط في القديم والحديث مع التحليل:
  1. في العقيدة
  2. في العبادة
  3. في المعاملة
  4. في التفكير النظري
  5. في الاجتماعية
  • المطلب الرابع: تقديم الحلول الشرعية الناجعة لهذه الظواهر
  • المطلب الخامس: تطبيق مبدأ الوسطية في العصر الحديث على ضوء مقاصد الشريعة

الفصل الرابع: خلاصة البحث


 

قائمة المراجع والمصادر:

  • القرضاوي, د. يوسف, 1996, الصحوة الإسلامية بين الجحود والتطرف, مؤسسة الرسالة, الطبعة الخامسة
  • ابن تيمية, أحمد بن عبد الحليم, 1381, مجموع الفتاوى, جمع وترتيب: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وولده محمد, الطبعة الأولى, مطبعة الرياض
  • ابن عاشور, محمد الطاهر, 1999, مقاصد الشريعة الإسلامية, تحقيق: محمد الطاهر الميساوي, دار النفائس, بيروت
  • الشاطبي, أبو إسحاق 1421, الموافقات في أصول الشريعة, دار ابن عفّان, تحقيق: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان
  • محمد محمود الصوّاف, الصيام في الإسلام, الطبعة الخامسة, الدار السعودية للنشر
  • الحوفي, د. أحمد محمد, 1988, تأملات إسلامية, دار الحليج العربي
  • الدّهلوي, شاه وليّ الله, 1995, حجة الله البالغة, تحقيق: محمد سالم هاشم, دار الكتب العلمية, بيروت
  • الشيخ محمد الخضري بك, أصول الفقه, دار الحديث, القاهرة, الطبعة الأولى
  • الشيخ أبو زهرة, أصول الفقه, دار الفكر العربي, بيروت, بدون سنة
  • فتحي رضوان, 1975, من فلسفة التشريع الإسلامي, الطبعة الثانية, دار الكتاب اللبناني, بيروت
  • أنور الجندي, 1984, العودة إلى المنابع, دار الإعتصام
  • أ. د. وهبة الزحيلي, 1428, قضايا الفقه والفكر المعاصر, دار الفكر, دمشق